-->
فلكلور بلادنا ⵣ Folklore Bladna فلكلور بلادنا  ⵣ Folklore Bladna
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

ثورة صاحب الحمار (بوقيزيظ)

ثورة صاحب الحمار . 


الباحث في كتب التراث يكتشف أمورا لم تكن في الحسبان ، من قبيل أن بلاد المغارب كانت عرضة لكل داع يسعى لبلوغ السلطنة سواء باسم الأسر العريقة ، أو باسم المذهبية كما هو الشأن للإباضية ، أو الشيعة الإسماعلية العبيدية ، أو الزاعمون من أنهم من آل البيت ، فكان الأمازيغ عرضة لإنقسام بين ذا وذاك تماهيا ساذجا مع كل طرف .
نجاح الدعوة العبيدية بقيادة أبو عبد الله الشيعي الصنعاني الذي حل ببلادنا رفقة حجاج كتامة الذين أ سموه ( أباعبد الله المشرقي ) ونصرهُ أمازيغ كتامة له في كثير من المواقف بعد القضاء على دولة الأغالبة الموالية لبني العباس ببغداد ، و الذي أقام في ( ايكجان ) الذي أطلق عليه (جبل الأخيار)، فدعوته أفرزت سلبيات عقدية -تعمقت بقدوم ( عبيد الله المهدي ) من الشرق متسترا مختفيا من خطر العباسية - ما كان الأمازيغ يتصورنه في ظل بساطتهم وفطرة تدينهم المتسامح مع كل فكر دخيل ، فاستغل سذاجة أهل البلد فنشر المذهب الرافضي وبشر بالمهدي ، وهو ما أحدث خلخلة في النظم القيمية لساكنة البلاد من نواح عديدة ، وتجرأ هؤلاء العبيديون (الذين عرفوا فيما بعد بالفاطميين) لادعائهم بأنهم من نسل فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها ، بعد تمكنهم من ناصية البلاد والعباد ، ومما أقلقني وحيرني هو كيف وصل عبيد الله المهدي إلى واحة( سجلماسة ) التي سجن بها والواقعة في جنوب شرق المغرب الأقصى في انتظار تخليصة ، وهو آت من الشرق ، يفترض أن يتوقف عند أنصاره الكتاميين في جبال البابور الواقعة شمال شرق الجزائر وإن ضيق الأغالبة عليه ! .
*** تصارع الفكر المذهبي المشرقي ...في بلاد المغارب .
المذاهب الدينية التي فشلت في تحقيق أغراضها في المشرق بسبب التضييق عليها من قبل (الأمويين والعباسيين ) اتجه بعض دعاتهم نحو بلاد الأمازيغ الشاسعة الذين استقبلت كل غث وسمين ، وكل شاذ من الأفكار السياسية الحالمة ، فلو عرف الأمازيغ نوايا ( أبو عبد الله الشيعي ) لما ساعدوه ، غير أن التناطح (الشيعي الرافضي مع المالكي السني) على مستوى النخب هو ما أبان حقيقة معتقد الرافضية الذي عرته الأحداث المتتابعة فيما بعد منها :
• هتك حرمة مسجد بالقيروان بأن أباتُوا خيولهم فيها ، فقيل لهم (كيف تدخلون خيولكم المسجد ؟) فقال شيخهم : (إن أرواثها وأبوالها طاهرة لأنها خيل المهدي) فقال لهم القيم في المسجد: إن الذي يخرج من المهدي نجس ، فكيف الذي يخرج من خيله؟ فقالوا له: طعنت على المهدي وأخذوه وذهبوا به إليه، فأخرجه عشية جمعة فقتله.
• الإساءة للصحابة بأن علقوا رؤوس الكباش والحمير على أبواب الحوانيت وكتبوا عليها أسماء الصحابة وأكثروا من سبهم في الأسواق والتجمعات بأسجاع منها (...ألعنوا الغار وما وعى...والكساء وما حوى. )
• استحدثوا شقاقا وفتنة بين الأمازيغ كما هو الشأن بين صنهاجة وزناتة بعد قضائهم على دولتي الأغالبة والرستميين .
• اتلاف العديد من مصنفات أهل السنة ومنعوا الفتوى على مذهب مالك ، وعطلوا الشرائع واسقطوا الفرائض .
• انقصوا من آذان الصبح ( الصلاة خير من النوم ) واستبدلوها ب (حي على خير العمل)ومنعوا الناس من قيام الليل في رمضان .
• منعوا التجمعات ، وكانوا يضربون بوقا ضخما أول الليل من وُجد بعده خارجا ضربت عنقه.
لا شك في أن هذه التبدلات العميقة في المعتقد لا تستسيغها العامة ، وهو ما ولد انفجار نقمة تحولت إلى معارضة كلامية سرعان ما تنحو إلى تمرد وعمل عسكري ، وهو ما تم فعلا بظهور ثورة المظلومين بقيادة ( مخلد بن كيداد المعروف بصاحب الحمار ).
*** ثورة مخلد بن كيداد الزناتي .
في هذا الجو المحتقن ، والتوتر القائم بين الأمازيغ الذين قسمتهم المذهبية وشتتهم إلى عصبيات متناحرة فيما بينها بسبب حضور زعامات مستقطبة لهم ( عباسية ، فاطمية ، رستمية ، ادريسية، أمويةأندلسية ) فغدا الجو مشحونا بتيارات سياسية تستخدم الدين مطية لبلوغ غاياتها ، وأكثر النقم موجهة للعبيدين باعتبارهم رأس حربة في إفساد عقيدة أهل البلاد -بعد قرنين من تمكن الإسلام فيها -، لهذا تقاطرت أقوامهم وتناصرت وتجمعت حول رجل ناسك متعبد يعرف في التاريخ باسم ( صاحب الحمار ) .
**فمن هو ( صاحب الحمار ) ياترى ؟
اختلفت المصادر في النظرة إليه ، فكثير منها وصفته بأقدح النعوت والأوصاف ، فلم ينصفه إلا القليل منهم كابن خلدون ، وهو ما يظهر توجها واضحا للمؤرخين العرب في تناول تاريخنا المغاربي برؤية خضوع للشرق ، فكل فعل قام به الأجداد يُعد عندهم كفرا بواح، وردة معلنة ، وفي تقديري أن الحالة العامة التي عاشتها المنطقة كفيلة بظهور تمرد وثورة تشهر سلاحا كمعارضة لواقع الحال ، و تعد ثورته أعنف ثورة هزت حكم العبيدين في إفريقية ، وكادت أن تقضي عليهم وتستأصلهم .
.اتفقت المصادر على أن زعيم الثورة هو مخلد ( بن كيداد الزناتي اليفرني) وأحيانا يوصف (بالإباضي النكاري ) [1] ُيظهر الزهد، وأنه إنما قام على العبيدين غضباً لله، كان يغلب عليه التقشف، ويلبس جبة صوف قصيرة ضيقة الكمين، .أخذ العلم بتوزر عن مشيختها، ورأس في الفتيا ،وقرأ مذهب الإباضية وصدق فيه، ثم لقي عماراً الأعمى الصفري النكار، فتلقن عنه ، وكان شيخاً لا يقدر على ركوب الخيل، فركب حماراً أشهبا مليح الصورة أهدي له في مرمجنة ، كان يركبه في حله وترحاله لذلك سمي (بصاحب الحمار ) وكان نافذ الأمر في قومه الذين أتوه أفواجا ، ،فخرج إلى الحج سنة عشر وثلثمائة ، وبعد رجوعه سنة 325 ه( 926 م)؛بدأ ت ارهاصات الثورة تلوح في الأفق، خاصة وأن الفاقة والعوز بلغ مبلغهما بسبب سياسة العبيديين المجحفة في الإكثار من الإغارة وجمع الغنائم واثقال كاهل الرعية بالضرائب التي جمعت وأخفيت لوقت الحاج في جبل (ايكجان ) .
**انطلاق الثورة :
في إحدىالجُمعات طلع إمام على منبرالجامع [2] فخطب خطبة بليغة، وحرض الناس على جهاد الشيعة الرافضة قائلا: (اللهم إن هذا القرمطي الكافر المعروف بعبيد الله ادعى الربوبية من دون الله ، جاحدا لنعمتك كافرا بربوييتك! فانصرنا اللهم عليه وأرحنا منه ومن دولته، وأصله جهنم وساءت مصيرا، بعد أن تجعله في دنياه عبرة للسائلين وأحاديث للغابرين، واهلك اللهم شيعته وشتت كلمته) ، وبتكاثر مؤيدي الثورة أيام القائم ، تزايدت شوكة صاحب الحمار بكثرة اتباعه فسمي( بأمير المؤمنين) فحاصر (باغاية) بالأوراس ، ثم (قسطيلة ) عام 333هجرية ، وفتح تبسة وبجاية ، ودخل (مدينة مرمجنة )وفتح مدينة الأربس، وأحرقها ونهبها،خرج الفقهاء والعباد مع (مخلد بن كيداد) فركبوا معه باتجاه القيروان ، واظهر لأهلها خيرا وترحم على ابي بكر وعمر ، ودعا الناس إلى جهاد الشيعة وأمرهم بقراءة مذهب مالك ، فاجتمع الخلق الكثير بالمسجد الجامع لمناصرة الحق ، بالطبول والبنود ( الأعلام) التي وُشحت بخط مغربي تظهر منحى الثورة ووجهتها على نحو ما يقع في زمننا ، منها بندان أصفران كتب في احدهما بعد البسملة ( محمد رسول الله ) وفي الآخر ( نصر من الله وفتح قريب على يد الشيخ أبي يزيد! اللهم أنصر وليك على من سب أولياءك)[3] وبند ثالث كتب عليه (قاتلوا أمية الكفر) ، ورابع موشح بالآية القرآنية14 من سورةالتوبة (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم....)، وبند خامس مكتوب عليه بعد البسملة (محمد رسول الله ،أبو بكر الصديق، عمر الفاروق) ، وسادس مكتوب عليه (قاتلوا أمية الكفر) ، وكتب على البند السابع والأخير(لا إله إلا الله! محمد رسول الله! ألا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) .
وتزايدت شوكة الثائر بعد أن هزم كتامة، وافتتح سبتية، وصلب عاملها، وفتح مدينة الأربس، وأحرقها ونهبها، والتجأ الناس إلى الجامع فقتلهم فيه، وبلغ ذلك أهل المهدية فاستعظموه، وقالوا للقائم: الأربس باب إفريقية، ولما أخذت زالت دولة بني الأغلب، فقال: لا بد أن يبلغ أبو يزيد المصلى، وهي أقصى غايته، ويبدوا من خلال الوقائع الواقعة أن الثورة غايتها نصرة المؤمنين المظلومين ومحاربة بدع الرافضة و إعادة نهج السنة المالكية لعموم الناس ، فهي ثورة مذهبية داخل قوم الأمازيغ ، فكتامة انقسمت بين مؤيد ومعارض ، فمنهم من ناصر الثورة ومنهم من ناصر القائم العبيدي ومن بعد المنصور ، ولا غرو أن انتهاج المنصور لسياسة فرق تسد بين صنهاجة وزناتة هو ما أفرغ الثورة من مدلولها وسهل أمر القضاء على زعيمها .
** صراع محتدم بين الثوار والعبيديين .
سرح مخلد بن كيداد عساكره نحو سوسة فاقتحموها عنوة وأكثروا فيها القتل والترويع ، وعضم القتل في نواحي افريقية - تونس- وافرغت القرى والبيوت من ساكنيها فمن ( أفلته السيف أهلكه الجوع ) ، واستنفر الأمازيغ للمشاركة معه ضد العبيديين فاجتمع إليه أهالي قابس وطرابلس ونفوسة ، وزحف بجموعه يريد المهدية الحصينة وناوش عساكرها في أربع زحفات وملك زويلة وتبادل مع القائم النصر والهزيمة ، اشتد الحصار على المهدية وتمكن الجوع من أهاليها فأكلوا الجيفة والكلاب والقطط ، وكثرت مراسلات القائم العبيدي لأنصاره من صنهاجة وكتامة الذين ارسلو له المدد من قسنطينة ، فتنبه لهم مخلدا فأرسل لهم ( أبو يزيد يكموس المزاتي )فبدد جمعهم وفرق شملهم ، وسك عملة ذهبية سنة 334هجرية ، بقيت منه إلى الآن قطع منه محفوظة في المتاحف تعرف ب( دينار مخلد بن كيداد) ويئس القائم العبيدي من الفعل ، وكادت المهدية أن تسقط في يد الثوار لولا أنهم تعجلوا في الأمر وفرقوا جيشهم لجمع المؤن من القرى والمداشر عن طريق الإغارة والنهب فخف الحصار، ووجد العبيديون فرصة لجمع شملهم والقيام بحرب مباغتة، ثم بدأت هزائمه تتوالى بانتفاض بعض البربر عليه، وإن كان قد اعتمد في الأول على عصبية زناتة بحكم الإنتماء الأبوي ، وإلى هوارة بالأخولة ، ثم القبائل الأمازيغية ذات المعتقد الإباضي
مثل: مزاتة ونفزة ونفوسة؛ وقبائل أخرى كانت ساخطة ناقمة على الحكم الفاطمي، غير أن الإباضيين سرعان ما تنبهوا إلى مخالفة الثائر لتعاليم مذهبهم خاصة ما يتعلق بتكفيره للمذاهب الأخرى ، وإباحته سفك الدماء، وسلب الأموال ، وسبي النساء والذراري ، وتكفير أهل الملة، واستباحة الغنائم ، لذا عده الإباضون الوهبيون ( نكاريا )وهو إلى الخارجية المتطرفة اقرب تصنيفا ، فرجع إلى القيروان (سنة 334) وغنم أهل المهدية بقايا معسكره ، وتكاثرت المعارك عليه خاصة بعد مقتل القائم وتولية ابنه ( المنصور ) الذي أخفى خبر موت أبيه ، و أبلى بلاء حسنا في مقارعة الشيخ مخلد بن كيداد في سوسة التي قتل فيها عدد كبير من أصحابه ، واختفى في جبال وأوعار ومضائق إلا أن حوصر في قلعة (كتامة ) فطلب الأمان من المنصور فأمنه فأخرجوه من مخبئه جريحا مكسور الجناح ، فحملوه إلى المنصور بعد أن دخلوا قلعة كتامة عنوة وأردوها رمادا .
** نهاية دراماتيكية لزعيم الثورة .
لم تنته جراحات الثائر بالقبض والإهانة وهو محمولا بين ثلاثة من أصحابه فسقط في مهواة من الأوعار فوهن، وسيق من الغداة إلى (المنصور العبيدي )فأمر بمداواته تقية ،بعد أن أقام الحجة عليه ووبخه وفرض عليه جراية مؤقتة ، ثم حُمل في قفص حديدي وهو على كبر سنه ، وأمر المنصور بقتله وسلخه ، وحُشي جلده بالتبن ، وطيف به في أزقة القيروان والمهدية .
** نتائج الثورة .......
--- الفاطميون لم تكن لهم نية البقاء في بلاد المغارب ،فهم اتخذوه قاعدة إنطلاق إعتمادا على نصرة أهاليها خاصة الكتاميين منهم ، فلهذا كانت نظرتهم متوجهة نحو اسقاط خلافة بني العباس ،ووجه العبيديون منذ البداية حملات توسعية نحو مصر وصقلية وأنشأوا بحرية قوية تمكنهم من الحراك وكسب مزيد من الأراضي ،وعلل بعض المؤرخين ومنهم المقريزي زحف الفاطميين نحو الشرق ومصر بأنه رد انفعالي من القائم بن المهدي ردا على استفزاز ( المقتدر العباسي) له بقصيدة الصولي ورد فيها :
فلوكانت الدنيا مثالا لطائر *** لكان لكم منها بما حزتم الذنبُ .
ويروى أن القائم رد قائلا : [ والله لا أزال حتى أملك صدر الطائر ورأسه إن قدرت وإلا أهلك دونه .. ] وهو ما لم يتحقق في عهده ، وإنما تحقق في عهد المعز لدين الله الفاطمي بقيادة جوهر الصقلي ، ويبدو أن ثورة مخلد بن كيداد ساهمت بقسط في تفكير الفاطميين مغادرة البلاد وإسناد الحكم فيها إلى الزيريين ابناء مناذ الصنهاجي .
--- تبخر حلم قبيلة زناتة في إقامة دولة محلية تقوم على عصبيتها .
--- انحسار المذهب الشيعي العبيدي من بلاد الأمازيغ با نتقلال عاصمة الخلافة الفاطمية إلى القاهرة ، وهو ما أعاد روح المذهب المالكي للنفوس بعد فترة صراع قاتلة مع الشيعة .
*** استنتاجات لابد من ذركها :
*المتتبع لسير الأحداث يستشف أن ثورة ( مخلد بن كيداد اليفرني) في الثلاثينات من القرن الرابع الهجري ، هي ثورة شعبية خاضها المنبوذون والضعفاء والفقراء والمتصوفة مدعومين بأنصار مذهب السنة المالكي ، وهدفها حسب ما اشار إليه ابن خلدون هو إقامة حكم الشورى تبعا لمواصفات المذهب الإباضي الذي استهجنه واستنكره تبعا لتوجه( النكارة ) الذين انتقدوا سابقا عبد الوهاب بن عبد الرحمان الرستمي الذي رغب في وراثة ملك أبيه بطريقة تتنافى ومبدأ حكم الشورى عند الإباضية .
*ثورة اليفرني ( صاحب الحمار ) شبيهة بثورة أخرى سبقتها هي ثورة ميسرة المذغري أو المطغري ، فكلاهما استند على القوة المحلية في اجتثاث الظلم الذي تسربل بالدين سواء أكان ذلك عند الأمويين أو الفاطميين .
*كادت الثورة أن تقتلع جذور العبيدية وتجهض حلمهم التوسعي شرقا أثناء حصار آخر معاقلهم (المهدية )من أرض افريقية لولا دهاء ( المنصور ) في الإيقاع بين الأمازيغ أنفسهم من جهة ، وتسرع الثوار جني ثمار ثورتهم قبل بلوغها النهاية من جهة أخرى .
* الثورة رد فعل طبيعي لتجاوزات عبيدية في فرض مذهبهم ذو الأقلية على أكثرية من السنة المالكية ، وهو ما أورث البلاد خصومات مذهبية بين السنة والشيعة من جهة ، وبين الشيعة والإباضية من جهة أخرى نتج عنها تقاتل وقتل على الهوية المذهبية .
*يمكن القول بأن الثورة تحمل مدلولا قوميا بدعوى أن ( العبيدين ) عربا من اليمن وجزيرة العرب ، استغلوا معرفتهم للدين وأولوه حسب مايريدون وسط سذج القوم ، وحلُّوا لحكم أرض يسكنها الأمازيغ الذين اكتشفوا بأن حكم هؤلاء ما هو إلا امتداد للحكم الأموي المتغطرس الذي يقوم على تمجيد العنصر العربي دون غيره .
*بلاد المغارب كانت محطة أولى لانطلاق الفاطميين نحو مصر والشرق ،فاتخذوا البلاد وأهاليها مصدرا لجمع المال والتضييق الضريبي ، وبناء الأسطول لتحقيق حلمهم الكبير،وكان الكتاميون من أكثر القبائل الأمازيغية خدمة لهم ، ومدوها بالجيش اللازم لغزو مصر والشام ، وجنى بلكين بن زيري النتيجة بأن ولي واليا على بلاد المغرب من لدن المعز الفاطمي .

مفصل القول : وإن تمكن هذا الثائر من زعزعة كيان دولة المهدي وكاد أن يُسقطها ، وهو الذي لبس عباءة التصوف ،وتقلب في فكر الخارجية من بسيطها ( الإباضية ) إلى متطرفها ، و ركز في تمرده على أسين هما العصبية الموغلة في النفوس المدعومة بدعوة مذهبية ، غير أنه عجز في الحفاظ على مكتسباته الثورية التي سرعان ما تبخرت بسبب بروز عصبيات مناوئة لزناتة ممثلة في( كتامةوصنهاجة ) زيادة عن خذلان قبيلته له في كثير من المواقف الحرجة كما فعل أمير مغراوة ، وهو ما بدد حلم تأسيس دولة أمازيغية موحدة بعصبية زناتة وتحت لوائها ، وفسح المجال واسعا من جديد للشيعة في بناء مجد دولتهم على أكتاف الأمازيغ .

الإحالات -------------------------
[1]وعرفت الجماعة المخالفة لعبد الوهاب الرستمي بعدة ألقاب زيادة عن النكارية منها: العمرية أوالعمرانية؛ نسبة إلى عيسى بن عمير، والنجوية؛ لأنهم كانوا يتناجون بالإثم والعدوان، والنكارة؛ لإنكارهم إمامة عبد الوهاب، والشغبية؛ بسبب شغبهم، والملحدة؛ لإلحادهم في أسماء الله الحسنى، والنكاث؛ لنكثهم البيعة بغير حجة شرعية.
[2] الإمام أبو إبراهيم أحمد بن محمد بن أبي الوليد.
[3] المقصود بأبي يزيد هو مخلد بن كيداد( صاحب الحمار )

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

بحث هذه المدونة الإلكترونية

حاليا


Translate

قائمة المدونات الإلكترونية

جميع الحقوق محفوظة

فلكلور بلادنا ⵣ Folklore Bladna

2016